خاتمات لكتاب الله فسارعن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخواتي الحبيبات ..

نهنّئكنّ وأنفسنا بحلول شهر رمضان المبارك الذي نسأل الله جلّ في علاه
أن يوفقنا جميعاً لِحُسن اغتنامه على الوجه الذي يحبّه ويرضاه ..

ويُسعدنا أن نقدّم بين أيديكنّ برنامج [ ختمتي .. رفعتي ]

ويعني برنامجنا هذا الاجتهاد بقراءة القرآن الكريم في هذا الشهر المُبارك ..

وكيف لا نحفّز أنفسنا ونسيّرها للاجتهاد بتنفيذ هذا الهدف ،
وقد جاء من الأفضال ما يُنعش الهمم ويطمئن القلوب
في فضل مُدارسة القرآن وتحديداً في رمضـان .. !

اللــه جلّ في علاه يقول :
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}

فيا لِعظمة هذا الشـهـر الذي أنزل فيه الباري سبحانه وتعالى كتابه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا هاديا به الناس من الضلالة إلى النور ومفرقاً به بين الحق والباطل
وأنزل فيه آيات واضحات تهدي إلى الحق من الأحكام والتشاريع ..

فحريّ بِنا أن نُخصص من أيّام هذا الشهر الفضيل أوقاتاً نتلوا فيها القرآن ونتدارسه ..

وقد وُرد في السنّة النبويّة المطهّرة أحاديث عديدة تُبيّن لنا فضل تلاوة القرآن ،،

من هذه الأحاديث ..

قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم :

- عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , والحسنة بعشر أمثالها
لا أقول ألم حرف , ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه الترمذي والدارمي وغيرهما وصححه الألباني

- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم

- عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"القرآن شافع مشفع وماحل مصدق, من جعله أمامه قاده إلى الجنة, ومن جعله خلفه قاده إلى النار" رواه البيهقي والطبراني وغيرهما وصححه الألباني

- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ,
ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها, ومثل الفاجر
الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر, ومثل الفاجر الذي
لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها" رواه البخاري ومسلم وغيرهما

- عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن لله أهلين من الناس قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه النسائي وصححه الألباني

وجاء في فضل تلاوة القرآن في رمضان خاصّة ،،

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي أجود الناس، وكان أجود ما يكون
في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة
من رمضان فيدارسه القرآن فالرسول حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".

وأمّا سلفنا الصالح فقد اعتنوا بهذه العبادة اعتناءً كبيراً ،
إذ أنهم كانوا رحمهم الله يتأسون ويقتدون بهدي الرسول صلّى الله عليه وسلّم ..

فكان من الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم
وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع،
منهم قتادة، وبعضهم في كل عشر منهم أبو الرجاء العطارديّ.

فيا لهذه الهمم البنّاءة التي حريّ بنا أن نقتدي بها ، ونمشي على اثرها ..
فالوقت غالي وبركته مُضاعفة .. وفيه ليلة خير من ألف شهر !! ،
فلنجتهد ونُثابر وندع الكسل والخمول لنحظى بشرف تلاوة القرآن في رمضان ..

كما ينبغي لكِ أختي الحبيبة أن تقرئيه بتدبر وخشوع،
كي تحصدي ثمرة تلاوته وتنعمي بوافر بركته ..

و إليك أخيّتي مستويات مختلفة لختم كتاب الله في رمضان .....
اختاري منها ما يناسبك وما يوافق عزيمتك ..
و عليك أن لا تتقاعسي لإتمام الجدول الخاص بك،
بل احرصي كلّ الحرص على تطييب أوقاتك بإتمام هدفكِ ....
فرمضان فرصة لا تعوض !! ...

فشمري سواعد الهمم واحتسبي الأجر المُثمر وطالعي الجداول لتنتقي منها ما يُناسبكِ ..
وليكن شــعـــاركِ ..

ختمتي ... رفعتي